سجل توتي في نادي فورتيتودو القريب من بيته وهو في الخامسة من عمره وكان أصغر أعضاء النادي سنا وأفضلهم لعبا للكرة. ولعل أكثر ما يميز توتي عن غيره من الأطفال هو ما قالته والدته فيوريلا ان ولع توتي بالكرة وحديثه عن نجوم الكرة وتفضيله مشاهدة مباريات كرة القدم على مشاهدة الرسوم المتحركة هو أمر لم يشاركه فيه أحد من الأطفال وهو أمر كان يدعو للتوقع بوجود موهبة تحتاج للمتابعة والتنمية في هذا الطفل الصغير.
كان نادي فوروتيدو الخطوة الأولى لتوتي حيث التحق به نظرا لقربه من بيته ورغم أنه كان الأصغر بين زملائه إلا أن قدراته الكبيرة كانت بارزة خاصة في مجال التحكم في الكرة والمراوغة والتمرير وهنا ازداد عشق وتعلق الولد الصغير بكرة القدم حتى أنه كان بعد التدريب يتفرغ لمتابعة المباريات بدلا من اللعب مع أصحابه.
توتي مع نادي لوديجياني
بعد بروز توتي وتفجر موهبته في كرة القدم بدأت الأندية الإيطالية تتهافت عليه لكن نادي لوديجياني تمكن من اقناع والده بتسجيله به ويعد ذلك النادي محطة هامة في مسيرة فرانشيسكو حيث أنه قابل هناك اميديو مورينو الذي يعد صاحب تأثير كبير على توتي داخل وخارج عالم كرة القدم وكان ذلك في العالم 1986.
في تلك الأيام كان توتي يتابع مباريات روما من مدرجات الملعب الأولمبي مع اخاه ريكاردو وأعمامه مما خلق به الحب والولع بنادي العاصمة.
توتي بين لاتسيو وروما
بعد موسمين قضاهما فرانشيسكو توتي مع لوديجياني تفجرت خلالها مواهبه بدرجة كبيرة كانت الحاجة لخطوة جديدة وهامة وهي الانتقال لأحد ناديي المدينة الكبار روما أو لاتسيو وهنا كان خيار نادي لوديجياني هو إرسال توتي لنادي لاتسيو حيث تربط الناديين علاقات ودية ورسمية تحتم ذلك.
ولكن أفراد عائلة توتي خاصة والدته وأميديو مورينو رفضوا ذلك الأمر تماما وضغطوا بقوة حتى نجحوا بنقل توتي لنادي روما بل أنهم رفضوا عرضا قياسيا لانتقاله لنادي الميلان في مدينة ميلانو شمال إيطاليا مفضلين التحاقه بنادي العاصمة الذي تنتمي له العائلة بالكامل وكانت تلك الخطوة عام 1989 هي الأبرز والأهم في تاريخ تلك العائلة التي كان ولدها سببا في اكتسابها شهرة وحب وتقدير العديد والعديد من عشاق توتي.
قصة تألق فرانشيسكو توتي بقميص روما
بدأ توتي مع نادي روما بعمر 13 عام فقط ضمن فريق الناشئين بالنادي وتدرج في صفوف ناشئي روما متدربا تحت يدي عديد المدربين الذين أشادوا به وبقدراته بشكل كبير وكان الولد الصغير معجبا وقتها بالنجم الألماني رودي فولر وقائد الفريق الأول جيانيني حتى أنه كان يعلق له صورة كبيرة في غرفته.
في عامه 14 حظي توتي وباقي فرق الناشئين بالنادي بفرصة مقابلة رئيس النادي دينو فيولا لتكريمهم نظرا لتحقيقهم نتائج طيبة في مسابقات الناشئين في إيطاليا وهنا تكلم الرئيس فيولا مع توتي قائلا له "سمعت أنك لاعب ممتاز وأنا في انتظارك مستقبلا"، كانت لتلك الكلمات وقع السحر على توتي مما زاد من حماسه واصراره على النجاح فاختير في نهاية العام أفضل لاعب في دوري الناشئين الإيطالي.
اول مشاركة لتوتي مع روما
موسم 1992–1993 هو الموسم الذي لن يمحى من ذاكرة توتي حيث شهد المشاركة الأولى للاعب في الفريق الأول وكانت أمام نادي بريشيا في 28 مارس 1993 وانتهت بفوز نادي روما بهدفين دون مقابل.
وكان اختياره لتمثيل الفريق الأول نتيجة قيادته لفريق الناشئين للفوز ببطولة الدوري والكأس الخاصة بالناشئين في إيطاليا وقد منحه المدرب بوسكوف تلك الفرصة وأشركه في مباراة اخرى لكنه لم يسجل أيضا.
بعد مرور 3 سنوات على انضمامه إلى فريق شباب نادي روما استدعى المدرب فويادين بوشكوف فرانشيسكو توتي لأول مرة في مع الفريق الأول لكرة القدم في عمر بلغ 16 عاماً، وقد دفع به في مباراة بريشيا بعد الانتصار 2–0 في 28 مارس من العام 1993.
في المواسم التالية، أصبح توتي لاعب في التشكيلة الأساسية لنادي روما، وقد نجح في احراز هدفه الأول في تاريخ 24 سبتمبر من عام 1994 في مباراة انتهت نتيجتها 1–1 امام فريق نادي فوجيا، وفي العام التالي 1995 أصبح فرانشيسكو توتي يلعب بشكل أساسي مع نادي روما واحرز 16 هدف.
حمل توتي شارة القيادة في فريق روما موسم 1997 وقد أصبح شيئا فشيئا يعترف به كرمز في نادي روما والعاصمة روما، ومع قيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان فريق روما والذي كان يلعب بخطة 4-3-3 لعب فرانشيسكو توتي فيها كجناح ايسر وقد احرز توتي 30 هدف تحت قيادة زدينيك زيمان.
ومع كل ذلك لم يتم استدعاء فرانشيسكو توتي إلى كأس العالم 1998 المقامة في فرنسا، احرز جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإيطالي موسم 1998–1999.
كان موسماً مميزا لتوتي، تحت قيادة المدرب فابيو كابيللو، حيث احتل روما المركز الأول، وسجل توتي 7 أهداف وصنع 27 هدف كان أغلبها من نصيب زميليه ماركو دل فيكيو وفينتشينزو مونتيلا، بواقع 12 تمريرة لمونتيلا و7 تمريرات لدلفيكيو هزت شباك الخصوم، فيما توزعت بقية التمريرات على بقية ذئاب روما.
توتي أفضل لاعب إيطالي
بنهاية الموسم حصل فرانشيسكو توتي على جائزة أفضل لاعب إيطالي لموسم 1999–00، وحل اسمه في المركز الخامس لترشيحات جائزة الكرة الذهبية.
وقد أصبح محبوب الجماهير الإيطالية الأول، حيث أصبح وجوده مهم جدا علي أرض الملعب حيث أصبح يشعر الجميع بأن فرانشيسكو توتي أصبح الرقم واحد في نادي روما عند مشجعي روما وذلك بسبب مهاراته العالية داخل الملعب.
توتي يحرز لقب الدوري الايطالي
موسم 2000–2001 استلم فابيو كابيلو تدريب روما وكان عليه ان يعيد بناء فريق جديد للمنافسة علي البطولة قرر من تغير مركز فرانشيسكو من لاعب جناح أيسر في الهجوم إلى وسط مهاجم (صانع العاب) لاستغلال قدراته المهارية وكان للتغير أثر إيجابي على توتي الذي أبدع في كافة المراكز التي لعب فيها.
صنع فرانشيسكو توتي في مكانه الجديد 20 هدفاً و أحرز 13 هدف حيث ساعد بها نادي روما لأحراز الدوري الإيطالي الأول له كلاعب واللقب الثالث في تاريخ نادي روما بتاريخ 17 جوان 2001 واحرز هدف واحد في كأس السوبر الإيطالي والتي انتهت نتجتها 3–0 ضد فريق فيورنتينا.
كان الفريق قوياً ومتماسكةً، يملك قوة ضاربة بالهجوم متمثلة بباتستوتا، الذي سجل 20 هدفا بالاضافة إلى الدوليان الايطاليان مونتيلا وديلفيكيو والأرجنتيني الخبير بالبو وخلفهم صانع الالعاب القائد فرانشيسكو توتي، اضافة لبعض العناصر المهمة بالفريق مثل الظهير البرازيلي الطائر كافو والظهير الاخر الفرنسي كانديلا.
اضافة إلى الصخرة الدفاعية الأرجنتينية سامويل والمدافع البرازيلي الشهير الدايير وبخط المنتصف كان هناك عدة نجوم مثل الياباني ناكاتا والبرازيلي ايمرسون، وكان يفوز غالباً، بما في ذلك لقاء ذهاب دربي روما (لاتسيو - روما 0–1)، بهدف عكسي لمدافع لاتسيو باولو نيغرو، وكان الفريق بطل الشتاء بفارق 6 نقاط أمام الملاحقين.
وجاءت نقطة التحول في 6 ماي 2001، تاريخ لقاء القمة في ملعب ديلي ألبي ضد نادي يوفنتوس المنافس الرئيسي لروما وقد انتهى الشوط الأول بتأخر روما 2–0، ولكن روما عاد بقوة في الشوط الثاني فسجل أولا عبر ناكاتا، وأدرك مونتيلا التعادل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وبحلول الجولة الأخيرة كان روما متقدماً بفارق نقطتين، بالتالي فالفوز يضمن له اللقب عندما يقابل بارما بالملعب الأولمبي بروما في 17 جوان 2001.
وهذا ماحدث بفوز بنتيجة 3–1، بثلاثية سجلها رموز الموسم : قائد الفريق فرانشيسكو توتي، ورأس الحربة الأرجنتيني باتستوتا، والمهاجم فينشنزو مونتيلا.
تحليل لمسيرة توتي الاستثنائية في روما
في السنوات التالية لعب فرانشيسكو توتي كمهاجم ثاني في خطة 3-5-2 وقد احرز 20 هدف في موسم 2003–2004 وقد جاء نادي روما وصيف أي.سي.ميلان في ذلك العام وقد احرز فيها توتي لقبه الشخصي الثاني الي جائزة أفضل لاعب إيطالي
علي الرغم من خيبة الامال له موسم 2004–2005 عندما رأى فابيو كابيلو ان يتوجه الي تدريب يوفنتوس الإيطالي حيث نزل الفريق الي المركز الثامن وقد مر علي نادي روما أربعة مدربين موسم 2004–2005، ولكن بقي مستوي فرانشيسكو توتي تابثا هجوميا حيث احرز 15 هدف واحرز هدفه الرقم 100 في الدوري الاإيطالي ضد انتر ميلان في 3 أكتوبر 2004.
والتي انتهت بنتيجة 3-3 وبعد شهرين في يوم 19 ديسمبر 2004 أصبح أفضل هداف في تاريخ نادي روما بعد تسجيله هدفه الرقم 107 في شباك فريق بارما وقد كسر رقم الاعب روبيرتو بروتسو.
انهالت على فرانشيسكو توتي العروض من اندية عالمية مثل نادي ريال مدريد ونادي برشلونة الإسبانيين ونادي مانشستر يونايتد الإنجليزي ونادي إيه سي ميلان الإيطالي، لكنه رفض وجدد عقده مع نادي روما.
فوز توتي بكاس ايطاليا 2008
موسم 2006–2007 قدم فرانشيسكو توتي مستوي عالي فقد أنهي موسمه كهداف للدوري الإيطالي وانهي نادي روما كوصيف الي انتر ميلان ولكنهم انتقمو منهم في وحصلو علي لقب كأس إيطاليا لعام 2007 وقد تحصل فرانشيسكو توتي علي جائزة الحذاء الذهبي الاوربي كأفضل هداف في أوروبا ذلك العام.
ومع ذلك لم يتم اختيارة من الأسماء المرشحة لجائزة الكرة الذهبية لعام 2007 وقد رشح الي جائزة أفضل لاعب في أوروبا وحل في المركز العاشر من خلال التصويت.
أحرز فرانشيسكو توتي هدفه رقم 200 مع نادي روما في مسابقة كأس إيطاليا عندما فازو بنتيجة 4–0 في تورينو 16 جانفي 2008 وقد حصل علي جائزة أفضل لاعب إيطالي للمرة الخامسة في تاريخه 28 جانفي من نفس العام.
وقد عاني من آلام في ركبتة اليمني في مبارته مع ليفورنو بتاريخ 19 أبريل وكشفت الاشعة انه يعاني من اصابة في الرباط الصليبي السابق ويتطلب ذلك عملية جراحية وقد غاب مدة أربعة أشهر.
فاز مع نادي روما بكأس إيطاليا التاسعة في تاريخ النادي علي نادي انتر ميلانو بتاريخ 24 ماي ولكن فرانشيسكو توتي لم يلعب بسبب الاصابة، ولكنه قام بحمل الكأس في لقطة طريفة جداً تنبه بحبه الكبير الي نادي روما وقال فرانشيسكو توتي، حمل الكأس يعطيني رضى كبير الي نفسي لان المناصرين يستحقون هذا الكأس، وبهذا الفوز أصبح فرانشيسكو توتي أكثر لاعب حصولاً علي الألقاب في تاريخ نادي روما.
في موسم 2009–2010 شهد رحيل إسباليتي حيث قدم إستقالته بعد ان قضى أربعة سنوات مع الفريق وحل محله كلاوديو رانييري.
سجل هاتريك مرتين خلال المنافسة في هذا الموسم، الأول كان في المباراة التي فاز بها فريق روما، بعيدا عن ارضه بنتيجة 7–1 ضد فريق جنت في جولة التصفيات الثالثة، والهاتريك الآخر سجله ضد فريق نادي كوشيتسا في استاد أوليمبيكو في المباراة الفاصلة.
اما في الدوري الإيطالي، فقد سجل توتي أيضا ثلاثة أهداف ضد فريق نادي باري في 22 نوفمبر 2009، وكان ذلك بعد سبع سنوات من آخر هاتريك سجله في الدوري الإيطالي.
وبعد ثمانية أيام لاحقه، أكد توتي أنه وقع عقدا جديدا لمدة خمس سنوات، حتى عام 2014، وبعد ذلك قال انه سيصبح مدير النادي لمدة خمس سنوات أخرى، (تعاقد نادي روما مع توتي براتب سنوي قدره 8.9 مليون يورو لفترة 2009–10 و 8.6 مليون يورو سنويا للمواسم الأربعة التالية).
خاض نادي روما 24 مباراة دون هزيمة في دوري الدرجة الاولى الايطالي، فأصبح هو المنافس الوحيد لنادي إنتر ميلان في الجولات الثلاث الأخيرة لبطولة الدوري الايطالي في هذا الموسم، في نهاية المطاف تحصل نادي روما على الوصافة.
ولعب توتي أيضا في نهائي كأس إيطاليا ضد انتر ميلان في 5 ماي 2010، لكنه تلقى بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني لأنه ركل ماريو بالوتيلي، وخسر نادي روما المباراة 0-1، وبالتالي فشل في تحقيق فوزه 10 بكأس إيطاليا.
أرقام فرانشيسكو توتي القياسية: رحلة الإنجازات والتميز
في الثامن والعشرين من شهر مارس لعام 2013، تخطى توتي رقم جيانيني مع روما، وكتب يومها حارس مرمى يوفنتوس والمنتخب الإيطالي جان لويجي بوفون رسالة تهنئة لملك روما قال فيها:
“عزيزي فرانشيسكو، لقد صنعت تاريخ كرة القدم الإيطالية، عشرون عاما في الدوري الإيطالي، ياله من إنجاز، لاتزال صورة هدفك الأول في مخيلتي، كانت مواجهة بين روما وفوجيا”.
وليس غريبا ما أعلنه رئيس نادي روما الإيطالي جيمس بالوتا، أن النادي سيسحب القميص رقم 10 الذي يرتديه توتي بعد اعتزاله.
في أول ظهور له في موسم 2016–2017 في مباراة ضد سامبدوريا في 11 سبتمبر، استطاع ان يحقق الرقم القياسي لباولو مالديني بالمشاركة في 25 موسم كروي.
وعندما كانت روما متأخر 1–2 في نصف الشوط الأول من أحد المباريات، شارك توتي كبديل وصنع هدفاً للاعب جيكو ليقوم بتسجيل هدف التعادل وبعدها استطاع تسجيل هدف الفوز من خلال ركلة جزاء.
في 25 سبتمبر، تمكن من تسجيل هدفه رقم 250 وذلك في مبارة ضد فريق تورينو والذي خسر بها فريق روما 3–1، وذلك قبل يومين فقط من ذكرى ميلاده الأربعين.
بعد كرى ميلاده الأربعين بيومين، في 29 سبتمبر، مُدح توتي على أداءه العالي رغم كبر سنه في المباراة التي فازت بها روما 4–0 على نظيره نادي أسترا جورجو في الدوري الأوروبي وقد شارك توتي في تلك المباراة لمدة 90 دقيقة كاملة وتمكن من صناعة هدفين بالإضافة إلى المشاركة في تسجيل هدف ثالث.
في 20 أكتوبر، شارك توتي للمرة رقم 100 في دوري أبطال أوروبا مسجلاً هدفين في مباراة العودة التي تعادلت فيها روما مع أوستريا فيينا.
في نهاية أكتوبر، تعرض توتي لإصابة في العضلة الضامة في فخذه الايسر اثناء التدريب، مما جعله يتوقف عن المباريات وقد عاد كبديل في مباراة العودة التي فازت بها روما 3–2 فريق نادي بيسكارا في 27 نوفمبر.
في الاول من فيفري 2017، سجل توتي هدف من ضربة جزاء في الوقت الاضافي في الدقيقة 97 وكان ذلك في المباراة التي فازت فيها روما على ارضها 2–1 ضد سيسينا في الدور ربع النهائي من كأس إيطاليا.
وقد ادى هذا الفوز إلى انتقال فريق نادي روما إلى الدور نصف النهائي من البطولة. وفي 15 أبريل، شارك كبديل في المباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي 1–1 ضد اتالانتا وكانت هذه مشاركته رقم 615 في مباريات دوري الدرجة الاولى الايطالي.
وهو ما يعادل عدد مشاركات خافيير زانيتي باعتباره ثالث أكثر اللاعبين مشاركة في مباريات الدوري الإيطالي. وفي 28 ماي، لعب توتي مباراته الأخيرة مع نادي روما والتي فازت فيها روما على ارضها 3–2 ضد جنوة.